الانتفاضه الثالثه هل هى حق يراد به باطل،ولا يقل خطورتها عن أحداث إمبابة

بعيدا عن المزايدات،وبعيدا عن الاتهامات علينا أن نحدد الأولويات بالعقل وليس بالعاطفة،على كل عاقل أن يسأل نفسه قبل أن أن يخرج من بيته لمثل هذا الأمر،ونتذكر شعارات وهتافات كنّأ نطلقها قبل الثورة: "لن نحرر فلسطين إلا إذا حررنا مصر" وما زلنا فى مرحلة تحرير مصر فالثورة ما زالت مستمرة ولم تنته بعد،وهناك من يريد التربص بها مستغلا بعض الطيبين من المصريين الذى يأخذون بظاهر القول ولا يحاولون إعمال العقل فى قضايا تعد حساسة ويجب أن نتعامل معها بحذر شديد وأن نغلب عليها المصلحة العامة ولا ينساق أحدنا بدافع العاطفة وحدها،وما كان يمكن عمله قبل الخامس والعشرين من يناير ليس بالضرورة أن يكون صوابا فى تلك المرحلة لا سيما وأن المناطق العربية ملتهبة فضلا عن بعض القلاقل المفتعلة بالداخل نتيجة بعض السطحيين من المصريين الذين هم فى حاجة إلى مدرسة سياسية يتفقهون فيها كما ظنوا أنهم تفقهوا فى الدين،وأنا أعلم أن ما أقوله هذا سيجلب لى بعض الانتقادات الحادة من الأصدقاء وغير الأصدقاء..لكن الحق أحق أن يتبع،ومن هذا الحق علينا أن نكون رحماء بالجيش المصرى فى تلك الآونة،ثم علينا أن نكون رحماء بأنفسنا،وننظر إلى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التى حدثت على أرض مصر وأن لا نحاول إفسادها،وليعلم الإخوة الذين دعوا إلى ما أسموه بيوم الزحف ومع احترامى الشديد لتوجههم وغيرتهم على فلسطين التى لم ولن تغيب عن بالنا لحظة واحدة..عليهم أن يعلموا أن استقرار مصر يجب أن يكون هو الشغل الشاغل لكل مصرى وأن لا يشغلنا شاغل غير هذا الهدف الذى من شأنه أن يعيد لنا فلسطين،ومن شأنه أيضا أن يعيد لنا المواطنة بين المصريين فليس من المعقول أن تنجر فئة من المصريين  لقضية هامشية بشائعة مغرضة مثل التى حدثت فى إمبابة وكادت أن تقضى على الأخضر واليابس وكان السبب أتفه من أن تراق فيه دماء العشرات من المصريين وضحايا بين قتيل وجريح فى أمر تافه بهذا الشكل الذى رأيناه،ومن يدّعى أنه بذلك يدافع عن الإسلام فعليه أن يراجع قراءته وفقهه فى تلك المسألة،ومن يدعى أيضا أن يدافع عن المسيحية فعليه أن يراجع كتابه المقدس الذى يقول: "أحبوا أعدائكم،باركوا لاعنيكم،أحسنوا إلى مبغضيكم،وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم،لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السماوات" (متى 5 44-45 ) وتلك الوصايا التى جاءت فى الكتاب المقدس للمسيحيين تتحدث بصراحة عن أعداء المسيحيين فما بالكم بغير أعدائهم والمتعايشين معهم،وعلى الجانب الإسلامى يلفت القرآن الكريم النظر لقضية خطيرة جدا وهى العلاقة بين المسلم والمسيحى أو النصرانى حيث يقول المولى فى كتابه الكريم: " ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ( 82 ) )هذه هى علاقة المسلم بالمسيحى إذن المشكلة ليست فى الأديان بل هى فى معتنقى الأديان وتصرفاتهم الحمقاء واستقوائهم على الدولة فى ظروف يجب على الجميع أن يخضع نفسه للقانون وليس لأى عوامل أخرى،وتكفى المليونية القادمة فى 13/5/2001 فى ميدان التحرير للتأكيد على مبدأنا فى القضية الفلسطينية أننا لم ولن نتخلى عنها،أمّا الزحف إلى فلسطين فى تلك المرحلة هو لعب بالنار.


     أيها الزاحفون إلى فلسطين فليكن زحفكم إلى تعمير مصرأولا,وليكن زحفكم من أجل تعمير صحراء مصر،وليكن زحفكم من أجل إشاعة ثقافة الحب والوئام بين المصريين هذه هى الأسلحة الفتاكة التى تهزم العدو الحقيقى للمصريين الذين هم يحتلون أرضنا فى فلسطين والعراق،ولا ندرى هل انتهت خطة الاحتلال أم ما زال الاعداء يخططون لمزيد من زيادة رقعة الأراضى المحتلة والأرجح أن شهيتهم ما زالت مفتوحة على الاحتلال وهم ضعفاء فلا نعطهم الفرصة ليكونوا أقوياء على حساب تشرذمنا،ثم لنسأل أهل القضية أنفسهم هل هذا هو الوقت المناسب للزحف على فلسطين،وهل هذا الزحف سيخدم القضية،إن إضعاف الجبهة الداخلية لمصر هو أكبر نصر للصهاينة وهو تمديد فترة الاحتلال،إن قيام ثورة مصر من أولى مهامها هو تقوية الدولة وبسط سيادتها وتقوية اقتصادها،بعد كل هذا يمكننا أن نتحدث عن يوم الزحف العربى والإسلامى إلى فلسطين أستحلفكم بالله أن تحسبوها جيدا فهناك من يريد تشتيت الجهود وجعلنا جزر منعزلة كل يريد أن يقيم دولة لنفسه،فكم آلمنى أن يهتف مجموعة من الأقباط: "ارفع راسك فوق أنت قبطى" بعد أن كان المسلمون والمسيحيون يرفعون شعار: "ارفع راسك فوق أنت مصرى"  فهلا عدنا إلى طبيعتنا المصرية التى صهرتنا فى مواقف كثيرة ومزجت بين دماء المسلمين والمسيحيين،إن كل مصرى يعيش على أرضها لا يمكن أبدا أن يدّعى لنفسه وحده أنه صاحب تلك الأرض فمصر للمصريين..كل المصريين شاء البعض أم أبى فالمسيحى المصرى ليس عدوه المسلم المصرى،والمسلم المصرى ليس عدوه المسيحى المصرى..لكن المسلم المصرى،والمسيحى المصرى لهم عدو واحد مشترك معلوم ويبذل قصارى جهده ليضرب هذه العلاقة المتميزة بين الطرفين مستغلا ضعاف النفوس من كلا الطرفين،ومن جهلاء الطرفين ومن متطرفى الطرفين فهلا فوتنا الفرصة على هذا العدو المشترك،فلنتسامى على الصغائر ولندرس خريطة من حولنا ولنحدد مطالبنا بعناية وبدقة لنعرف أين نضع خطانا،ومهمة كل مصرى الآن هى العمل والبناء لمصر،ولاشئ غير هذا. ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ان اعجبك موضوعنا فنرجوا ان تنشره :

إرسال تعليق

 
الحقوق: copyright © 2011. مدونة فضفضة -تعريب مدونه فضفضه