كلا من الفيس بوك Facebook وتويتير Twitter شبكات اجتماعية إستحوذت على إهتمام قدر كبير من المستخدمين على مستوى العالم، ورغم أن لكل منهم الشكل والاسلوب الخاص به إلا أن كل منهم أصبح مصدر تهديد للمحتوى العربي على الانترنت بشكل بدء يلاحظه بعض المدونين والمهتمين بالمحتوى العربي.
يمكن أن نبدء من قلب الفيس بوك بما حققه من نجاح كبير فى جذب الأفراد وتجميعهم فى مجتمعات إفتراضية، يتوفر لها الكثير من الأدوات التي تساعد فى مشاركة المحتوى الاكتروني من مختلف المواقع، أو إنشاء محتوى جديد ومشاركته بسهولة داخل هذا المجتمع.
أشهر أشكال المحتوى هو الكتابات النصية، سواء كانت مقال، قصة أو قصيدة شعرية.. يليها الصور ثم الفيديو، الفيس بوك وببراعة لا انكرها إستطاع أن يمتلك داخل شبكته الاجتماعية المغلقة الكثير من المحتوى الجديد، ينشئه بعض الأفراد وشاركونه مع أصدقائهم ثم يبقى حبيس الفيس بوك لا يعلم عنه العالم الخارجي شيئ.
لا أنكر أبدا أن الفيس بوك صاحب فضل كبير فى تشجيع الأشخاص على إنتاج هذا المحتوى، الذي يكون عادة كتابات نصية منشورة من خلال Notes، أو صور لأشياء مختلفة بخلاف الصور الشخصية بالطبع، ورغم ذلك فالفيس بوك يعتبر مكان سيئ جدا للاحتفاظ بهذا المحتوى، فهو قائم أساسا على فكرة المشاركة ويدعمها بكل قوة وبراعة، بالتالي لا يجب أن نستخدمه في أكثر من هذا.الفيس بوك يسمح لك بنشر الكتابات النصية، ويغريك بخاصية Tag التي تستخدمها لإعلام أصدقائك انك كتبت شيئ جديد ودعوتهم لقرائته والتعليق عليه، كما يجهز العشرات من الخوادم Servers ليحفظ لك ألبومات صورك عليها، ويشجعك على إبراز مواهبك وشخصيتك الحقيقة ويساعدك على تكوين مجتمع كبير من الأصدقاء والمعارف، لكنه فى حقيقة الأمر آلة معدنية بالغة البرودة تستطيع فى اي وقت أن يسلبك كل هذا ويحجب حسابك وهو فى الحقيقة يدمر شخصيتك و مجتمعك الذي بنيته بداخله.
حجب الحسابات فى الفيس بوك عيب ضخم جدا، لا يستطيع العاملين فيه فهمه أو ادراكه حتى الآن، وبالتالي فان جميع المحتويات التي تضيفها إليه، ومجهودك الذي تبذله فيه معرض للضياع فى آي لحظة.
بالاضافة لما سبق، ما المانع من تكوين مدونات شخصية تخصصها لكتاباتك، أو حتى إضافة الصور التي تلتقطها اذا كنت من هواة التصوير وتزور الكثير من الأماكن، فالمدونة ستساهم فى زيادة المحتوى العربي، بالاضافة لكونها واجهة خاصة لك مفتوحة على العالم كله، فمحتوياتها يمكن أن يراها ألاف الناس ولفترة زمنية طويلة.
تحضرني دائما مدونة عايزة أتجوز لصاحبتها غادة عبد العال، كمثال لما يمكن أن تقوم به مدونة مجانية لم تكلف صاحبتها شيئ سوى بعض الاهتمام و كتابة محتوي جميل، لتصبح صاحبة واحد من أكثر الكتب مبيعا قبل أن يتم ترجمته للغة الإيطالية، وهو الآن في طريقه ليصبح مسلسل رمضاني.
قصص نجاحات أصحاب المدونات كثيرة، وقصص تحقيق أرباح مالية عن طريق هذه المدونات أكثر، وكلها فرص لا يمكن تحقيق مثلها عن طريق الفيس بوك.
يبقى الحديث عن تويتير.. موقعي المفضل والذي كان سبب فى إهمال هذه المدونة لفترة من الوقت، خاصية المشاركة Share التي يشترك فيها كلا من الفيس بوك وتويتير تساهم فى تثبيط همة المدون فى كتابة موضوعات جديده عن الأخبار والأحداث التي تحدث خلال اليوم، فيكفي نشر رابط لموقع أجنبي تحدث عن هذا الموضوع، وربما قرأ عدة مقالات وخرج منها بنتيجة ما فكتبها فى عدة كلمات وأرسلها إلى تويتير، وتناقش مع أصدقائه هناك حول هذه النتيجه، دون أن يجد فى نفسه الحاجة لكتابة تدوينة جديده.
حدث أن إقترح البعض مقاطعة تويتير لمدة يوم واحد تضامنا مع مدوناتهم، لكن الأمر لا يحتاج لحملات مقاطعة أو غيرها.. يكفى مجرد التوعيه بالمشكلة، فدائما نصف العلاج هو معرفة المشكله، وبمجرد أن ينتبه الشخص لوجود مشكلة ما يبدء فى محاولة حلها.
فى النهاية مازلت اعتقد أن المدونات تلعب الدور الأكبر فى زيادة المحتوى العربي على الانترنت، و تقدم لصاحبها الكثير من الفرص للشهرة و تطوير حياته وشخصيته، بالاضافة لامكانية استغلالها لتحقيق أرباح مادية، وسأبقى دائما أنصح بانشاء مدونات وخوض هذه التجربة التي بالتأكيد ستضيف لصاحبها الكثير.
إرسال تعليق