أوروبـــــــا.. وملـحـــمــة النــِّـقــاب

http://www.raya.com/mritems/images/2006/11/10/2_193634_1_209.jpg


شـعّ الحـجاب بها فَجُنّ جنُونها – واصّدعــت أسوارُها وحصونُها!!

وعلا الغبارُ المُدلهّمُ سماءَها – وغشى النواصي المُكفهرّةَ طينُها (1)

ضاقت بُطهْر المؤمناتِ فكشّرت – عن حقدِها.. والجاهليةُ دونها

وتكشّفت للناسِ عــن حُرّيةٍ — تئدُ الفضائلَ كي تقرَّ عيونُها

يا للعجوزِ تهدّلت أشداقـُهــا.. — َنَبَتْ معايبُها.. وأربدَ لونُهــا !!

شمطاءُ شاخت تحت عين خلاعةٍ – رعْناءُ .. يُوردُها الشقاءَ لَعِيْنُـها

وإذا السُّراةُ بها دُعَاةُ دَعَارةٍ – فلسوفَ تقتحمُ الجَحيمَ سفينُها

يا سَوْءة الغربِ المُعتّق بالخنا — لم تخبُ – ما مرّ الزمانُ– ضغونُها

لمّا رأت تاجَ العفافِ تجهّمت – وتبدّدتْ آدابُها وفنونُها !!

أ مِنَ الحضارةِ أنْ تُهان ضعينةٌ – والذنبُ أن تَحْمي العيونَ جفونُها!!

فضحَ الحجابُ مباديئا وَضْعيّةً – فإلى المزابل غثـُّها وسمينُها ..

حظُ العفيفةِ نقمةٌ وعـــداوةٌ – في قوم لوطٍ .. خابَ ثمّةَ دينـُها

وإذا تعرّت جُلّلتْ بحفــــاوةٍ – لمّــا بدت للاهثينَ فتــــونُها

هل قيمةُ الحسناءِ قِصْرُ ردائِها – فالعُرْيُ يُعْلي ..والعفافُ يُهينُها

يا منْ لمؤمنةٍ تلظـّى دمعُهـــا – حتى تعالى شجوُها وأنينُها

هي سلعةٌ في عُرْفكم، ومقامُها – في شرعنا إيمانُها ويقينُها ..

جَلبَ العدو بقضّه وقضيضِه – وجفا الصديقُ ..وذو الجلالِ يُعينُها

لمّا رأتْ عِظَمَ البلاءِ تدثّرت – بعُرى العقيدةِ .. والكتابُ يصونها

عصماءُ لمْ تأبهْ بلوثةِ مُفسدٍ — لفظتهُ أنسامُ الصفا وحجونُها (2

أو سمسريٍّ تاهَ في شُبُهاتِهِ — يُسدي الفتاوى حيثُ يطـّلبونها (3)

لله كم عبثَ النفاقُ بأمّـــةٍ !! – وكم استطال على الذِّمام خؤونُها

كم خبّأوا دعوى الفساد تقيـّةً – واللهُ يُخرجُ ماتكنُّ بطونُها

هي جولةٌ بين الطّهارةِ والخنا — والفكرُ يخبو ما استطال سكونُها !!

دعْها تناطحُ صخرةً درّيةً – وارقبْ إذا انكسرتْ هُناكَ قرونُها

واللهُ – جلَّ جلالُ ربِّك – شاهدٌ – منهُ الحياةُ.. وفي يديه وَتينُها

قل للمداهنِ والمفاوضِ أرْبِعَا – فإلى متى تلهو بنا صهيونُها!!

كم أوقدوا نيران حقدٍ فالتَظتْ – والمسلمونَ وقودُها وأُتونُها

وإذا الْتفتُّ إلى مرابِعِنا بَكَتْ – دُرَرُ القوافي..حرفـُها ولحونُهـا

أألومُ ساركوزي وفي أصقاعِنا – أغلالـُها وشؤونُها وشجونُها !!

ناحَ الحجابُ بشرقِنا وتَسَجّرتْ – بتأوّهاتِ البائسينَ سُجُونُها !!

واللهُ يدعو للطهارةِ والحَيَا. – ومُنَى الدَّعيِّ بأنْ يشيعَ مجونُها!!

أمَةَ العقيدةِ: في بلائك رفعةٌ — حَسْبُ الحَمائمِ غُصْنُها ووُكونُها

أنتِ الطهارةُ..درُّها ودثارُها – والحورُ في ساحِ الجنانِ وعِيْنُها

علِموا بأنكِ نخلةٌ رفرافةٌ – خطرٌ عليهم عذقُها وغصونُها

علِموا بأنكِ مهجةٌ معطاءة ٌ – كالسُّحْبِ.. يرتضعُ الإباءَ جَنينُها

علِموا بأنكِ قلعــةٌ نبويّـــةٌ – كالعِرْضِ..ماأحلى الشهادةَ دونها!!

أنتِ السيــاجُ لأمــةٍ علويّةٍ – ومكارمُ الأخلاقِ أنتِ مِعِيْنُها

تكفيكِ آيُ الوحيِ حين تنزّلت – جُلـّى المعاني .. والكتابُ يُبِينُها

أنتِ وصيةُ أحمد في نزعهِ – تقضي الحياةُ ولا تُردّ ديونها

أنتِ الجهادُ.. وفيك يأتلقُ الفِدا – ويحَ الأسودِ إذا استُبيحَ عرينُها !!

أنتِ الحِمَى..أنتِ الهوا..أنتِ السَّنا – أنتِ الجبالُ فكيف يقتلعونها؟!

أنتِ الرجاحةُ والسماحةُ والعُلا – بلْ أنتِ معراجُ الهدايةِ والنُّهى

أنتِ الجلالةُ والرسالةُ والنّدى– أنتِ القداسةُ كيفَ يمتهِنونها؟!

هذي أوروبا قُنّعَتْ بعدالةٍ!! – والعُنْصريةُ لا تزالُ تُشينُها !!

وتقهقرت لمحاكم التفتيش في – عصرِ التحاور.. والرّحى قانُونُها

ولو اهتدت بجمالِ طُهرك لارتقت – لكنْ تعفر في الفجورِ جبينُها

تُغضي عن الأقصى بصائرَها وقد – ناح الحمامُ وقد ذوى زيتونُهــا

كم أمّـةٍ طمسَ العنادُ فؤادَها — فدَنتْ بعُقبى الظالمينَ منونُها!!

لا ترقبي نَصَفَ السياسة بعدما – شغلتهمُ كاساتُها وصحونُها

وتأمّلي في رحمة الله التي– قَرُبَتْ لنفسٍ لا تخيبُ ظنونُها

أودَعتكِ اللهَ الكريمَ وحفظَهُ — والله لاتخفى عليه شؤونُها..
 
-------------------------------
(1) إشــــــارة إلـــى بركان أيســـلــندا..
(2)و(3) المُفْتون المفتونون المضادّون للنقاب والمجيزون للإختلاط..

 



شعر: م. صالح بن علي العمري - الظهران

ان اعجبك موضوعنا فنرجوا ان تنشره :

إرسال تعليق

 
الحقوق: copyright © 2011. مدونة فضفضة -تعريب مدونه فضفضه